رجيم

الكربوهيدرات مفيدة أم مضرة للرجيم

"الكربوهيدرات" قد أصبح مجرد ذِكر هذه الكلمة مُشين في الأيام الأخيرة، وبصفه خاصة في عالم إنقاص الوزن، ويرجع ذلك للشعبية الكبيرة للحميات الغذائية منخفضة المحتوى من الكربوهيدرات.

الكربوهيدرات مفيدة أم مضرة للرجيم
الكربوهيدرات مفيدة أم مضرة للرجيم

"تعتبر الكربوهيدرات مضرة" قول مأثور اطلقه دكتور "اتكنز" وقد أثر هذا القول على الكثير من الناس حيث أختلط عليهم الأمر فيما يتعلق بالكربوهيدرات وأهميتها بالنسبة للصحة، بما في ذلك الحفاظ على وزن صحي.




يقول أخصائي التغذية "سيان بورتر":

"تعتبر الكربوهيدرات فئة واسعة النطاق ويحتاج الناس لمعرفة أنه ليست كل الكربوهيدرات متشابهة وأن ما يهم في نظمنا الغذائية هو نوعية الكربوهيدرات وكميتها.


بينما يجب علينا خفض كمية السكر في نظمنا الغذائية، يجب أن يكون أساس الوجبة مرتكز على الكربوهيدرات النشوية. حيث أن هناك أدلة قوية جدا على وجود الألياف في الحبوب الكاملة علي سبيل المثال وهي كربوهيدرات نشوية ومفيدة للصحة".

اكتشف كل ما ترغب في معرفته عن الكربوهيدرات، وفوائدها الصحية ومصادر الكربوهيدرات الأكثر إفادة للصحة وكيف يمكن للكربوهيدرات أن تساعدك بالفعل في خفض الوزن.


ما هي الكربوهيدرات؟

الكربوهيدرات هي مصدر الطاقة. فعندما يتم تناولها، يقوم الجسم بتحويل معظم الكربوهيدرات إلى جلوكوز (سكر)، والذي يتم استخدامه لإمداد الخلايا بالوقود مثل خلايا المخ والعضلات.

فالكربوهيدرات هي أحد الثلاث عناصر غذائية (العناصر الغذائية التي تشكل الجزء الأكبر من نظمنا الغذائية) والموجودة في الطعام – أما العنصران الأخران فهما الدهون والبروتينات.

ونادرا ما يكون هناك غذاء مكون من عنصر غذائي واحد فقط، فاغلب الأطعمة مكونة من مزيج الكربوهيدرات، والدهون والبروتينات بكميات متنوعة.

وهناك ثلاث أنواع مختلفة من الكربوهيدرات:
السكر والنشويات والألياف.

يوجد السكر طبيعيا في بعض الأغذية وتشمل الفواكه والعسل وعصائر الفواكه واللبن (في صورة اللاكتوز) وفي الخضروات.
أشكال أخري للسكر (على سبيل المثال سكر المائدة) ويمكن إضافته للأطعمة والمشروبات مثل الحلويات والشيكولاتة والبسكويت والمشروبات الغازية أثناء تصنيعها، أو يمكن إضافته عند الطهي أو الخبز بالمنزل.

تذكر: السكر هو كربوهيدرات ولكن ليست كل الكربوهيدرات سكر.

النشويات، ويتم تكونها من العديد من وحدات السكر التي ترتبط معاً، وتوجد في الأطعمة النباتية. والأطعمة النشوية مثل الخبز، والأرز والبطاطس والمعجنات وهى توفر اطلاق بطيء وثابت للطاقة على مدار اليوم.

الألياف، وتوجد في الأطعمة النباتية فقط. وتساعد الألياف في الحفاظ على أمعاء صحية كما يمكن أن تساعد بعض أنواع الألياف في خفض مستويات الكوليسترول. فقد أثبتت الدراسات أن النظم الغذائية الغنية بالألياف ترتبط بانخفاض مخاطر التعرض للإصابة بأمراض القلب والشرايين، والنوع الثاني من مرض السكري وبعض أنواع السرطان. وتشتمل أجود مصادر الألياف على الخضروات وخاصة مع وجود قشورها، والخبز المصنوع من دقيق الحبوب الكامل، والمعكرونة المصنوعة من دقيق القمح الكامل بالإضافة إلى (الفاصوليا بأنواعها والعدس).


لماذا نحتاج للكربوهيدرات؟

الكربوهيدرات هامة جدا للصحة نتيجة للعديد من الأسباب. فهي تعتبر مصدر الطاقة الأساسي للجسم في النظام الغذائي المتوازن. فالكربوهيدرات النشوية الغنية بالألياف تطلق السكر في الدم ببطء أكثر من الأطعمة والمشروبات السكرية.

الطاقة
في أي نظام غذائي متوازن يجب أن تكون الكربوهيدرات هي المصدر الأساسي للطاقة، حتى تمد الجسم بـ 4 كيلو سعر حراري(17 كيلو جول) لكل جرام. ويتم تحويل الكربوهيدرات إلى جلوكوز (سكر) قبل أن يتم امتصاصها في مجرى الدم. ومن هناك يدخل الجلوكوز في خلايا الجسم بمساعدة الأنسولين. حيث يتم استخدام الجسم للجلوكوز حتى ينتج الطاقة، ويمد كل أنشطة الجسم بالوقود اللازم لها، سواءً كنت ذاهب لتمارس رياضة الجري أو حتى ليقوم القسم بعملية للتنفس. ويمكن أن يتحول الجلوكوز الذي لم يستخدم إلى الجليكوجين والذي يوجد في الكبد والعضلات. وإذا لم يتم استخدام الجلوكوز، يمكن أن يتحول إلى دهون، والتي تعتبر هي مخزن الطاقة بعيد المدى.

مخاطر الاصابة بالأمراض
الخضروات والبقول والحبوب الكاملة والأغذية النشوية ذات المصدر النباتي والبطاطس التي يتم تناولها مع قشرتها تعتبر جميعها مصادر جيدة للألياف. حيث تعتبر الألياف جزءاً هاماً في أي نظام غذائي صحي متوازن. فهي تساعد في الحفاظ على صحة جيدة للأمعاء، وتخفض من مخاطر الإمساك، كما قد ثبت أن بعض أنواع الألياف يمكن أن تخفض من مستويات الكولييسترول. ولا يحصل الكثير من الناس على الكميات الكافية من الالياف. ففي المتوسط، يحصل معظم الأشخاص على 14 جم من الألياف يومياً. وقد نصحنا بتناول ما يصل إلى 18 جم من الألياف في اليوم الواحد.

محتواها من سعرات حرارية
تحتوي الكربوهيدرات على عدد من جرامات السعرات الحرارية أقل من عدد جرامات السعرات الحرارية الموجودة في الدهون، كما يمكن أن تكون الأطعمة النشوية مصدر جيد للألياف، مما يعني أنها يمكن أن تكون جزء مفيد في خطة إنقاص الوزن. عن طريق استبدال الأطعمة والمشروبات الدهنية والسكرية بأغذية نشوية غنية بالألياف، ونتيجة لذلك سيكون الاحتمال الأكبر هو أنك سوف تخفض من عدد السعرات الحرارية التي يحتوي عليها نظامك الغذائي. كما أن الأغذية الغنية بالألياف تضيف كتله للوجبات مما يساعد على شعورك بالامتلاء. "ومع هذا لازلت بحاجه لمراقبة حجم الحصص لتتجنب الإفراط في تناول الطعام" كما يقول دكتور سيان. "كما يجب الحذر من الدهون التي يتم إضافتها عند الطهي أو التقديم: فهذا ما يرفع من محتوى السعرات الحرارية".


هل يجب أن أقاطع الكربوهيدرات؟

بينما نستطيع بكل تأكيد أن نحيا بدون سكر تقريباً، إلا أنه سيكون من الصعوبة أن نتخلص من الكربوهيدرات تماماً في انظمتنا الغذائية. فالكربوهيدرات هي المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم. ومع غياب الكربوهيدرات سوف يستخدم الجسم البروتين والدهون لإنتاج الطاقة.

ولكن، إزالة الأطعمة النشوية من نظامك الغذائي يمكن أن تعرضك لمخاطر متزايدة نتيجة لنقص بعض العناصر الغذائية، وقد يؤدي هذا إلى مشاكل صحية ، إلا إذا كنت قادراً على تعويض ما يتم نقصه ببدائل صحية.

كما سيكون من الصعب أن تحصل على ما يكفي من الألياف، والتي تعتبر هامه جدا حتى يكون جهازك الهضمي صحي وحتى لا يحدث إمساك. فالمصادر الصحية للكربوهيدرات مثل الأغذية النشوية والخضروات والفواكه والبقوليات ومنتجات الألبان تعتبر مصدراً هاماً للعناصر الغذائية مثل الكالسيوم، والحديد، وفيتامين B.

كما أن مقاطعة الكربوهيدرات واستبدالها بالدهون ومصادر البروتين الغنية بالدهون يمكن أن يزيد من كمية ما تتناوله من الدهون المشبعة، والتي يمكن أن ترفع مستويات الكوليسترول في الدم – حيث يعتبر هذا أحد عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب.

وعندما ينخفض مستوى الجلوكوز، يقوم الجسم بتكسير الدهون المخزنة ويحولها إلى طاقة. وتتسبب تلك العملية في تراكم الكيتونات في الدم، مما ينتج عنه حدوث التخلون. ويكون التخلون نتيجة للنظم الغذائية منخفضة المحتوى من الكربوهيدرات ويمكن أن يقترن بالصداع، والشعور بالضعف العام والدوخة والجفاف و الغثيان والتهيج خاصة على المدى القصير.

لذا يمكن تجربة الحد من استهلاك الأطعمة السكرية التي يتم تناولها وكبديل عنها يتم استخدام مصادر صحية أكثر للكربوهيدرات في نظامك الغذائي مثل الحبوب الكاملة والبطاطس والخضروات والفواكه والبقوليات ومنتجات الألبان قليلة الدسم.


ألا تمد البروتينات والدهون الجسم بالطاقة؟

بينما تعتبر الكربوهيدرات والدهون والبروتينات جميعاً مصادر للطاقة في النظام الغذائي، إلا أن كمية الطاقة التي تمنحها كلٍ منها يختلف:

تمد الكربوهيدرات الجسم: بحوالي 4 كيلو سعر حراري (17 كيلو جوا) لكل جرام.
تمد البروتينات الجسم: بحوالي 4 كيلو سعر حراري (17 كلو جول) لكل جرام.
تمد الدهون الجسم: بحوالي 9 كيلو سعر حراري (37 كيلو جول) لكل جرام.

وعندما تغيب الكربوهيدرات عن النظام الغذائي سوف يقوم الجسم بتحول البروتين (أو أي مواد أخرى غير كربوهيدراتية) إلى جلوكوز، وبالتالي ليست الكربوهيدرات فقط هي صاحبة القدرة على رفع مستويات سكر الدم والأنسولين.

وإذا كنت تستهلك سعرات حرارية أكثر من تلك التي يقوم الجسم بحرقها أياً كان مصدر تلك السعرات الحرارية، سواء كان دهون، أو كربوهيدرات أو بروتينات، فسوف تكتسب المزيد من الوزن. لذا فإن مقاطعة الدهون أو الكربوهيدرات لا يعني أبداً خفض كمية السعرات الحرارية إذا كنت تستبدلها بأطعمة أخرى تحتوي على نفس الكمية من السعرات الحرارية.


هل تملء الكربوهيدرات المعدة أكثر مما تفعل البروتينات؟

عادة ما تحتوي الكربوهيدرات والبروتينات على نفس العدد من السعرات الحرارية لكل جرام، وتحتوي الدهون على الضعف تقريبا من كمية السعرات الحرارية لكل جرام مقارنةً بالكربوهيدرات أو البروتينات.

ولكن هناك عوامل أخرى تأثر على الشعور بالامتلاء مثل الأنواع المختلفة التي يتم تناولها من أطعمة، وسلوكيات تناول الطعام وعوامل أخرى، مثل حجم الحصة وتوافر الخيارات المختلفة من الأطعمة. كما أن الشعور بالامتلاء يمكن أيضا أن يختلف من شخص لآخر. بجانب بعض الأشياء الأخرى، فالأطعمة الغنية بالبروتينات يمكن أن تساعد على الشعور بالامتلاء كما يجب أن نتناول بعضاً من اللحم، والأسماك والبيض والفاصوليا ومنتجات الألبان كجزء من أي نظام غذائي صحي.

ولكن لا يجب أن نتناول كميات كبيرة من تلك الأطعمة. فيجب أن تتذكر أن الأطعمة النشوية يجب أن تشكل الثلث من مقدار الأطعمة التي نتناولها كما أننا جميعا نحتاج لتناول المزيد من الفواكه والخضروات.


ماهي كمية الكربوهيدرات التي يجب أن أتناولها؟

ننصح بأنه يجب أن يكون ثلث ما يتكون من النظام الغذائي مكون من أغذية نشوية مثل الخبز والأرز والبطاطس والمعجنات، وأن يكون الثلث الآخر مكون من الفواكه والخضروات. ويعني ذلك أن حوالي نصف ما يتم تناوله يوميا من سعرات حرارية يجب أن يأتي من الأطعمة النشوية، والفواكه والخضروات. وتظهر بيانات الاستقراء الوطني للنظم الغذائية والتغذية والتي تبحث في استهلاك الأغذية، أن أغلب المجتمع يجب أن يستهلك المزيد من الألياف والأطعمة النشوية مع خفض كمية الحلويات والشيكولاتة، والبسكويت، والمعجنات والكيك. مع محاولة استهداف الحصول على خمس حصص على الأقل من مختلف أنواع الفواكه والخضروات في اليوم الواحد. والتوجه لاختيار الأغذية المُصنعة من الحبوب الكاملة والنشوية قدر الإمكان مع تناول البطاطس بدون تقشيرها.


ما هو نوع الكربوهيدرات التي يجب أن أتناولها؟

الحلويات والشيكولاتة والبسكويت والكيك والمشروبات الغازية المضاف إليها السكر تكون في العادة مرتفعة المحتوى من السكر والسعرات الحرارية، والتي يمكن أن تزيد من مخاطر تسوس الأسنان وتساهم في زيادة الوزن إذا كنت تأكل منها في الكثير من الأحيان، بينما تمدك بالقليل من العناصر الغذائية الأخرى.

أما الفواكه والخضروات والبقول والأطعمة النشوية (وخاصة أصناف الحبوب الكاملة) فتمدك بمجموعة عريضة من العناصر الغذائية (مثل الفيتامينات والمعادن) والتي يمكن أن تفيد الصحة. كما يمكن للألياف الموجودة في تلك الأغذية أن تساعد في الحفاظ على أمعاء صحيحة كما تضيف كتلة ذات حجم مناسب للوجبات مما يساعد على الشعور بالشبع.

ويقول دكتور سيان: " أن مقاطعة مجموعة غذائية كاملة (مثل الأغذية النشوية) كما ينصح بعض أخصائيين التغذية يمكن أن يضع صحتك في مواجهة بعض المخاطر كما أنه يعتبر منع للمصدر الرئيسي لطاقة الجسم بالإضافة إلى منع الجسم من الحصول على بعض العناصر الغذائية الأساسية مثل فيتامين B والزنك والحديد نتيجة نقصها في نظامك الغذائي"


كيف أزيد من تناول الألياف؟

لتزيد من كمية الألياف في نظامك الغذائي، يمكنك اللجوء إلى الأنواع المختلفة من الحبوب الكاملة والأطعمة النشوية وتناول البطاطس بدون تقشيرها. مع محاولة أن يكون الهدف هو الحصول على 18 جرام من الألياف يومياً. وإليك بعض الأمثلة للمحتوى التقليدي من الألياف في بعض الأطعمة المعروفة.

قطعتان من بسكويت القمح لوجبة الإفطار (حوالي 37. 5 جم) – 3.6جم من الألياف.
شريحة واحدة من خبز الدقيق الكامل – 1.8 جم.
(شريحة واحدة من خبز دقيق القمح – 0.7جم).
حصة تساوي 230 جم من المعكرونة المصنوعة من دقيق القمح الكامل – 10.1 جم (230 جم من المكرونة المطهوة – 3.5جم)
حبة بطاطس متوسطة الحجم ومخبوزة بالفرن (بدون تقشيرها) – 4.9 جم.
200 جم من الفول المدمس – 7.4جم.
ثمرة برتقال متوسطة الحجم – 2.7 جم.
ثمرة موز متوسطة الحجم – 1.1جم.


هل يمكن أن يساعد تناول الأطعمة المنخفضة على مؤشر نسبة السكر في الدم في خفض الوزن؟

مؤشر نسبة السكر في الدم والذي يرمز له بالحروف (GI) هو نظام تصنيف للأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات. فهو يوضح مدى سرعة كل طعام في التأثير على مستويات الجلوكوز(السكر) في الدم، عندما يتم تناول هذا الطعام منفرداُ. وبعض الأطعمة المنخفضة على مؤشر نسبة سكر الدم، مثل الأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة، والفواكه، والخضروات، والفاصوليا والعدس وهي الأطعمة التي يجب أن نتناولها كجزء من أي نظام غذائي صحي ومتوازن. ولكن، استخدام مؤشر نسبة سكر الدم في التقرير في مدى اعتبار نوع طعام أو مزيج من الأطعمة صحياً أم لا أو أن تلك الأطعمة يمكن أن تساعد في خفض الوزن أم لا يمكن أن يكون مُضللاً.

فالبرغم من أن الأطعمة المنخفضة على مؤشر نسبة سكر الدم يمكن أن تتسبب في خفض ورفع مستويات سكر الدم ببطء وبالتالي يمكن أن تساعد في اعطاء الشعور بالامتلاء لفترات أطول، إلا أنه ليست كل تلك الأطعمة تعتبر صحية. فعلى سبيل المثال، فالبطيخ، والجزر الأبيض مرتفعين على مؤشر نسبة سكر الدم، بينما تكون الشيكولاتة والكيك من الأطعمة المنخفضة على نفس المؤشر. كما أن وسائل الطهي والمزج بين الأنواع المختلفة من الأطعمة أثناء تناولها كجزء من أي وجبة، سوف يغير من تصنيف المؤشر. وبالتالي، فإن الاعتماد على مؤشر نسبة سكر الدم منفرداً ليست طريقة موثوق بها في تقرير سواء كان مزيج الأطعمة أو أنواع الأطعمة تعتبر صحية أو يمكن أن يساعد في خفض الوزن أم لا.


هل تتسبب الكربوهيدرات في جعلك بديناً؟

يمكن أن يتسبب أي نوع طعام في البدانة إذا تم الإفراط في تناوله. فلا يبدوا أنه يهم كثيراً سواء كان نظامك الغذائي مرتفع في محتواه من الدهون أو الكربوهيدرات، ولكن ما يهم هو مقدار ما يتم تناوله بشكل عام. حيث أن الحقيقة التي تعتمد على جرام مقابل جرام تقول بأن الكربوهيدرات تحتوي على مقدر سعرات حرارية يعادل أقل من نصف السعرات الحرارية التي تحتوي عليها الدهون. كما أن الحبوب الكاملة والأنواع المختلفة من الأطعمة النشوية والبطاطس التي تم تناولها بدون تقشير تعتبر مصادر جيدة للألياف. فالأطعمة الغنية بالألياف تضيف كتلة للوجبة وتساعد على الشعور بالامتلاء.

بينما، غالبا ما تكون الأغذية الغنية بالسكر مرتفعة في محتواها من السعرات الحرارية وبالتالي فإن تناول تلك الأطعمة أكثر مما ينبغي يمكن أن يساهم في أن تصبح بديناً. حيث أن هناك بعض الأدلة تفيد بأن النظم الغذائية الغنية بمحتواها من السكر مرتبطة بارتفاع مقدار الطاقة في النظام الغذائي ككل، مما يؤدي إلى اكتساب الوزن بمرور الوقت.

ويقول دكتور سيان: "عندما يقاطع الناس الكربوهيدرات ويفقدون بعض الوزن، حينها هم لم يقاطعوا الكربوهيدرات وحدها، بل قد قاطعوا كل المكونات ذات السعرات الحرارية المرتفعة والتي يتم مزجها في أغذيتنا أو يتم تناولها مع الطعام، مثل الزبد، والجبن، والكريمة، والسكر والزيت".

ولكي نحافظ على وزن صحي، يتم نصحنا بخفض تناول الأطعمة السكرية لصالح الفواكه، والخضروات، والبقوليات، والأغذية النشوية المصنوعة من الحبوب الكاملة والبطاطس ، مع الالتزام بمراقبة حجم الحصص.


هل يمكن لمقاطعة القمح أن تساعدني في خفض الوزن؟

يعتقد بعض الأشخاص بأن الخبز والأطعمة الأخرى المصنوعة من دقيق القمح هي المساهم الأكبر في اكتسابهم للوزن الزائد. ويوجد القمح في شريحة عريضة من الأطعمة، بدءاً من الخبز والمعكرونة، والبيتزا إلى السيريال (الكورن فليكس) والكثير من الأطعمة الأخرى. ولكن ليس هناك أية أدلة تشير إلى أن هناك احتمال بأن يتسبب القمح في زيادة الوزن أكثر من أية أطعمة أخرى.

ولكن النقطة الاساسية هي إذا تم تناول كمية سعرات حرارية أكثر مما يحتاج إليه الجسم، فسوف تكتسب المزيد من الوزن، بغض النظر عن نوعية الطعام الذي تناولته.

إلا إذا تم تشخيص حالتك الصحية بأنك تعاني من حساسية ضد القمح أو التحسس من القمح أو مرض اضطراب الهضمية، حيث أن هناك دلائل ضعيفة بأن مقاطعة القمح والحبوب الأخرى سوف تفيد حالتك الصحية. فالحبوب وبصفة خاصة الحبوب الكاملة، تعتبر جزءاً هاماً جداً في أي نظام غذائي صحي متوازن. فكل أنواع الحبوب تمدنا بالكربوهيدرات والفيتامينات، والأملاح المعدنية. كما أن الحبوب منخفضة طبيعياً في محتواها من الدهون.


هل يجب على مرضى السكري تجنب الكربوهيدرات؟

تنصح جمعية مرضى السكري بتناول أنظمة غذائية صحية ومتوازنة، كما في لافتة "تناول طعاما جيداُ" الخاصة بمرضى السكري، فيجب أن تشتمل وجباتهم على الأطعمة النشوية. كما وجهت بكل وضوح على عدم مقاطعة مجموعة غذائية بكاملها. وتنصح الجمعية باستشارة طبيب متخصص في التغذية للحصول على نصائح محددة بالنسبة لاختياراتهم من الأطعمة.

وتقول جمعية مرضى السكري أن هناك بعض الأدلة التي تقترح بأن النظم الغذائية منخفضة المحتوى من الكربوهيدرات يمكن أن تؤدي إلى خسارة الوزن الزائد وتحسن التحكم في سكر الدم لدى مرضى النوع الثاني من السكري على المدى القصير. ولكن، لم يكن واضحاً هل هذا النظام الغذائي يعتبر طريقة آمنة وفعالة بالنسبة مرضي النوع الثاني من مرض السكري على المدى البعيد أم لا.

فمن المحتمل أن تكون خسارة بعض الوزن الزائد بعد اتباع نظام غذائي منخفض المحتوى من الكربوهيدرات كان نتيجة خفض كمية ما يتم تناوله من السعرات الحرارية بصفة عامة وليست نتيجة تناول كميات أقل من الكربوهيدرات بصفة خاصة. كما أنه ليس هناك دلائل كافية تدعم استخدام مرضى السكري من النوع الثاني للنظم الغذائية منخفضة المحتوى من الكربوهيدرات.

"دوجلاس توينفور" مستشار عيادة المملكة المتحدة لمرضى السكري يقول: "عندما نعتبر أن النظام الغذائي منخفض المحتوى من الكربوهيدرات هو خيار مناسب، فيجب تحذير مرضى السكري من الآثار الجانبية المحتملة مثل مخاطر الاصابة بانخفاض مستويات سكر الدم. كما ننصح أيضاً مرضى السكري بمناقشة مقدار الكربوهيدرات التي يتم حظرها مع فريق الرعاية الصحية الخاص بهم.


ما هو دور الكربوهيدرات في ممارسة الرياضة؟

الكربوهيدرات والبروتينات والدهون جميعها تمد الجسم بالطاقة، ولكن يعتمد تمرين العضلات على الكربوهيدرات كمصدر أساسي للوقود. حيث أن العضلات تحتوي على مخزون محدد من الكربوهيدرات (الجليكوجين) و التي يجب أن تكون ممتلئة بشكل منتظم لتحافظ على مستوى الطاقة في الجسم. وبالتالي فإن اتباع نظام غذائي منخفض في محتواه من الكربوهيدرات يمكن أن يؤدي إلى نقص الطاقة أثناء ممارسة الرياضة، والشعور المبكر بالتعب وتأخر التعافي. وهذا لآن تحويل البروتينات والدهون إلى طاقة يكون أصعب من تحويل الكربوهيدرات، مما يعني أنك قد تشعر بانخفاض الطاقة خلال جلسة ممارسة الرياضة.


ما هو أفضل وقت لتناول الكربوهيدرات؟

ما هو الوقت المحدد الذي يجب أن تتناول فيه الكربوهيدرات حتى تخسر بعض الوزن الزائد هو مسألة فيها اختلاف بالرأي، ولكن هناك بعض الأدلة العلمية البسيطة التي تقول بأن  هناك وقت واحد أفضل من بقية الأوقات. ويقول دكتور سيان: " يجب عليك تناول الأطعمة النشوية بمكيات مناسبة في أغلب الوجبات، وأن تختار الخضروات الغنية بالألياف عندما تستطيع"

المصدر

الكربوهيدرات مفيدة أم مضرة للرجيم Reviewed by خسس نفسك on 12:47 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

All Rights Reserved by خسس نفسك © 2014 - 2015
Powered By Blogger, Designed by Sweetheme

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.